فصل: انقراض ملك بني الليث من سجستان وكرمان.

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تاريخ ابن خلدون المسمى بـ «العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر» (نسخة منقحة)



.انقراض ملك بني الليث من سجستان وكرمان.

وفي سنة ثمان وتسعين ومائتين توفي فتح صاحب فارس فولى المقتدر مكانه عبد الله ابن إبراهيم المسمعي وأضاف إليه كرمان من أعمال بني الليث وسار أحمد بن إسمعيل ابن سامان إلى الري فبعث منها جيوشه إلى سجستان سنة ثمان وتسعين ومائتين مع جماعة من قواده وعليهم الحسن بن علي المروروذي وكانت سجستان لما أسر طاهر سنة سبع وتسعين ومائتين ولي بها بعده الليث بن علي بن الليث فلما أسر الليث كما تقدم ولي بعده أخوه المعدل بن علي بن الليث فلما بلغه مسير هذه العساكر إليه من قبل أحمد ابن إسمعيل بعث أخاه أبا علي بن الليث محمد بن علي بن الليث إلى بست والرخج ليجبيهما ويبعث منهما إلى سجستان بالميرة فسار إليه أحمد بن إسمعيل بن سامان وعلى سجستان أبو صالح منصور ابن عمه إسحاق بن أحمد بن سامان لما بلغه مسير سبكر من فارس إلى سجستان في المفازة فبعث إليه جيشا فأخذه وكتب الأمير أحمد إلى المتقدر بالخبر وبالفتح فأمره بحمل سبكر والليث فبعث بهما إلى بغداد وحبسهما.

.ثورة أهل سجستان بأصحاب ابن سامان ودعوتهم إلى بني عمرو بن الليث بن الصفار ثم عودهم إلى طاعة أحمد بن إسمعيل بن سامان.

كان محمد بن هرمز ويعرف بالمولى الصندلي خارجيا وهو من أهل سجستان خرج أيام بني سامان وأقام ببخاري وسخط بعض الأعيان بها فسار إلى سجستان واستمال جماعة من الخوارج رئيسهم ابن الحفار فخرجوا وقبضوا على منصور بن إسحاق عاملهم من بني سامان وحبسوه وولوا عليهم عمرو بن يعقوب بن محمد بن الليث وخطبوا له فبعث أحمد بن إسمعيل الجيوش ثانيا مع الحسين بن علي سنة ثلثمائة وحاصرها ستة أشهر ومات الصندلي فاستأمن عمرو بن يعقوب الصفار وابن الحفار إلى الحسين بن علي وخرج منصور بن إسحق من محبسه واستعمل أحمد ابن إسمعيل على سجستان سيمجور الدواني ورجع الحسين بالجيوش إلى الأمير أحمد ومعه يعقوب وابن الحفار في ذي الحجة سنة ثلثمائة.

.استيلاء خلف بن أحمد بن علي على سجستان ثم انتقاضهم عليه.

كان خلف بن أحمد من ذرية عمرو بن الليث الصفار وهو بسطة برسمه بانوا ولما فشل أمر بني سامان استولى على سجستان وكان من أهل العلم ويجالسهم ثم حج سنة ثلاث وخمسين وثلثمائة واستخلف على أعماله طاهر بن الحسين من أصحابه فما عاد من الحج انتقض عليه طاهر بن الحسين من أصحابه فسار خلف إلى بخارى مستجيشا بالأمير منصور بن سامان فبعث معه العساكر وملك سجستان وكثرت أمواله وجنوده وقطع ما كان يحمله إلى بخارى فسارت العساكر إليه ومقدمهم وحاصروا خلف بن أحمد في حصن أوال من أمنع الحصون وأعلاها ولما اشتد به الحصار وفنيت الأموال والآلات كتب إلى نوح بن منصور صاحب بخارى بأن يستأمنه ويرجع إلى دفع الحمل فكتب نوح بن منصور إلى أبي الحسن بن سيمجور عامله على خراسان وقد عزل بالمسير إلى حصار خلف فسار من قهستان إلى سجستان وحاصر خلف وكانت بينهما مودة فأشار عليه سيمجور بتسليم حصن أوال للحسن لتتفرق الجيوش عنه إلى بخارى ويرجع هو إلى شأنه مع صاحبه فقبل خلف مشورته ودخل سيمجور إلى حصن أوال وخطب فيه للأمير نوح ثم سلمه للحسن بن طاهر وانصرف إلى بخارى وكان هذا أول وهن دخل على بني سامان من سوء طاعة أصحابهم.

.استيلاء خلف بن أحمد على كرمان ثم انتزاع الديلم لها.

ولما استفحل أمر خلف بسجستان حدث نفسه بملك كرمان وكانت في أيدي بني بويه وملكهم يومئذ عضد الدولة فلما وهن أمرهم ووقع الخلف بين صمصام الدولة وبهاء الدولة ابني عضد الدولة جهز العساكر إلى كرمان وعليهم عمرو ابنه وقائدهم يومئذ تمرتاش من الديلم فلما قاربها عمرو هرب تمرتاش إلى بردشير وحمل ما أمكنه وغنم عمرو الباقي وملك كرمان وجبى الأموال وكان صمصام الدولة صاحب فارس فبعث العساكر إلى تمرتاش مع أبي جعفر وأمره بالقبض عليه لاتهامه بالميل إلى أخيه بهاء الدولة فسار وقبض عليه وحمله إلى شيراز وسار بالعساكر إلى عمرو بن خلف فقاتله عمرو بدار زين وانهزم الديلم وعادوا على طريق جيرفت وبعث صمصام الدولة عسكرا آخر مع العباس بن أحمد من أصحابه فلقوا عمرو بن خلف بالسيرجان في المحرم سنة اثنتين وثمانين وثلثمائة فهزموه وعاد إلى أبيه بسجستان مهزوما ووبخه ثم قتله ثم عزل صمصام الدولة العباس عن كرمان فأشاع خلف بأن أستاذ هرمز سمه واستنفر الناس لغزو كرمان وبعثهم مع ابنه طاهر فانتهوا إلى برماشير وملكوها من الديلم ولحق الديلم بجيرفت واجتمعوا بها وبعثوا بها إلى بردشير حامية من العسكر وهو أصل بلاد كرمان ومصرها فحصرها طاهر ثلاثة أشهر وضيق على أهلها وكتبوا إلى أستاذ هرمز يستمدونه قبل أن يغلبهم عليها طاهر فخاطر بنفسه وكتب إليهم المضايق والأوعار حتى دخلها وعاد طاهر إلى سجستان واستنفر الناس لغزو الديلم بجيرفت واجتمعوا بها وبعثوا إلى بردشير حامية من العسكر وهو أصل بلاد كرمان وذلك سنة أربع وثمانين وثلثمائة.